الكثير من الخرافات الطبية والتي لا نعلم لها ت ولا نحاول مناقشتها أو إثباتها. وقد قام مجموعة من الباحثين بمحاولة البحث عن تفنيد مجموعة من أشهر تلك الخرافات وهنا سأقدم ملخص لهذا البحث الشيق والمفيد
*******
1.
يجب أن تشرب ثمانية أكواب من الماء يومياً
هذه النصيحة منتشرة في معظم وسائل الأعلام والمصدر الوحيد المرجح لها هو بحث أجري عام 1945 والذي يقول: أن الفرد يحتاج إلى 2.5 لتر من الماء يومياً وأن معظم هذه الكمية موجود في الأطعمة التي يتناولها.. وبالتالي فإن حذف الجملة الأخيرة يفسره البعض علي أننا مطالبون بشرب هذه الكمية من الماء يومياً
واختلف باقي علماء التغذية حول هذه الحقيقية, ويفيد البعض الآخر إلى عدم وجود دليل علمي يشير إلى احتياجنا إلى شرب ثمانية أكواب من الماء يومياً. بل أن معظم احتياجنا من الماء نحصل عليه من السوائل الأخرى مثل العصائر واللبن وغيرها. وعلى العكس فإن تناول كميات زائدة من الماء له أضراره
*******
2.
نحن نستخدم 10% من قدراتنا العقلية فقط
و قد انتشر هذا الاعتقاد لفترة تزيد عن المائة عام وتنسب إلى ألبرت أينشتاين.. وتشير الدراسات التي أجريت لتصوير نشاط المخ وتحديد أماكن الوظائف المختلفة التي يقوم بها إلى أنها نستخدم أكثر من ذلك بكثير. وأشارت الدراسات الخاصة بالمرضى المصابين بإصابات في المخ إلى أن تلف أي منطقة من المخ له آثار محددة ودائمة علي قدرات الشخص العقلية ووظائف جسمه. ولم تشير الدراسات العديدة التي أجريت إلى وجود منطقة خالية من النشاط في المخ بل أن معظم أنشطة المخ لها أماكن محددة ومختلفة وفشلت في إيجاد هذه 90% التي يزعم بأنها خاملة
*******
3.
يستمر الشعر والأظافر في النمو بعد موت الأنسان
و جاء وصف هذه الخرافة في رواية بعنوان
”All Quiet on the Western Front”
بأن أظافر الميت استمرت في النمو بعد دفنه. ويؤكد العلماء إن شيئاً من هذا لا يمكن أن يحدث لأن نمو الشعر أو الأظافر يتم من خلال عمليات معقدة داخل الجسم وهو ما لا يمكن أن يحدث بعد الموت.. ويشير العلماء إلى أن التفسير لهذه الظاهرة أنه بعد موت الإنسان يبدأ الجلد في الجفاف وبالتالي ينكمش مما يعطي مظهر يبدو وكأن الأظافر قد نمت
*******
4.
حلاقة الشعر تجعله ينمو بشكل أسرع وأكثر غزارة
والدراسات العملية تشير إلى أن هذا غير صحيح حيث أن حلاقة الشعر لا تؤثر على سرعة أو غزارة نموه وذلك لأن الحلاقة تزيل الجزء الميت من الشعر وليس الجزء الحي الذي يكمن داخل الجلد لذا من غير المحتمل أن تؤثر على سرعة نموه
*******
5.
القراءة في ضوت خافت تتلف البصر
ربما يرجع أصل هذه الخرافة إلى الارهاق الذي نشعر به عند القراءة في الضوء الخافت, حيث أن ذلك يمكن أن يؤدي إلى صعوبة التركيز وجفاف العين ولكن النقطة الهامة أن هذه التأثيرات لا تدوم
و يؤكد هذه الحقيقة معظم أطباء العيون بأن القراءة في ظروف غير مناسبة قد تتعب العين ولكنها لا تتلفها أو تسبب بها آثار دائمة حيث أن هذه الآثار تتحسن عند التوقف عن القراءة
*******
6.
تناول الديك الرومي يصيبك بالدوار
يعتقد البعض أن وجود مادة التريبتوفان
Tryptophan
في الديك الرومي هي السبب حيث أنها تدخل في تنظيم عملية النوم. والحقيقة أن الكمية من هذه المادة الموجودة في لحم الديك الرومي غير كبيرة بل هي مساوية لتلك الموجودة في الدجاج أو البيف. كما أن تناول هذه المادة مع الأطعمة الأخرى يقلل من إمتصاص الجسم لها. والواقع أن ما قد يسبب الدوار بعد تناول أي وجبة ثقيلة هو تركز الدم في المعة وقلة وصوله والأكسجين إلى المخ مما يشعر الإنسان بالدوار أو النعاس
*******
7.
التليفون المحمول يسبب تداخل مع أجهزة المستشفيات
بسبب بعض الحالات التي سببت تداخل مع أجهزة المستشفيات مثل أجهزة رسم القلب قامت العديد من المستشفيات بمنع استخدام التليفون المحمول بداخلها. وقد أشارت دراسة بعض الدراسات في بريطانيا إلى وجود تداخل بنسبة 4% وعلى مسافة أقل من متر واحد. وفي عام 2005 قامت مستشفى مايو كلينيك بعمل 510 إختبار مستخدمة 16 جهاز وعدد 6 تليفونات محمولة, لم تحدث تداخلات سوى بنسبة 1.2% فقط. وأكدت نفس النتيجة أبحاث أجريت في أوروبا. كما أن التقينات الحديثة تقلل من حدوث التداخل. وفي دراسة أجريت عام 2007 وجدت أن استخدام التليفون المحمول بشكل طبيعي لم ينتج عنه أي تداخلات خلال 300 إختبار في 75 غرفة علاجية. في حين يؤكد بعض الأطباء أن استخدامهم التليفون المحمول يمكن أن يقلل من حدوث أخطاء بسبب إستطاعتهم سرعة الوصول إلى زملائهم أو أساتذتهم في الوقت المناسب
*******
الخلاصة
الكثير من المعتقدات رغم شهرتها تكون خاطئة أو لم يمكن اثباتها علمياً. وينصح الباحثين الأطباء بمراجعة الدليل العلمي لما يأخذونه من قرارات وأن يلاحظوا الأجزاء من معتقداتهم المبنية علي التقليد أو الخرافة أو الأقوال المأثورة فقط. ورغم أن الإيمان بتلك المعتقدات غير ضار في حد ذاته, فإن وصف علاجات أو تدخلات طبية مبني عليها بالتأكيد يمكن أن يضر. ولذا يحتاج الأطباء إلى مراجعة معلوماتهم بشكل منتظم ودائم
*******